متفرقات

والدة عميد أسرى غزة ضياء الأغا تتحدث للميادين نت.. هذا ما قالته عن مسيرته (فيديو)

أجرت الميادين نت مقابلةً مع السيدة نجاة الأغا، والدة عميد أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" ضياء الأغا، والذي دخل في عامه الـ31 في الأسر، فما هي رسالة "أم ضياء" من خلال الميادين نت؟

كتبت صحفٌ إسرائيلية، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجارة"، وتحديداً في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 1992، عن فتى من مدينة خان يونس في قطاع غزّة، يبلغ من العمر 16 عاماً، نفّذ عمليةً بواسطة مِعوَلٍ زراعيٍ في مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت مقامة على أراضي مدينته، أدت إلى مقتل ضابط إسرائيلي كبير.

فتى من خان يونس يصنع الحدث
الفتى الفلسطيني ضياء الأغا، ينطلق من منزله في مدينة خان يونس مُستخدماً منجلاً زراعياً، ويهاجم ضابطاً إسرائيلياً كبيراً، يُتبين لاحقاً أنّه امتسيا بن حاييم الضابط في وحدة "سييرت ميتكال"، وهي وحدة هيئة الأركان الإسرائيلية العامة، والتي تُصنّف ضمن دائرة المخابرات.

كانت قيادة "سييرت ميتكال" قد رفعت شعار "الجريء هو الذي ينتصر"، وهي الوحدة التي تتفاخر بأنها نفّذت أقوى الاغتيالات الأمنية، ليأتي ضياء الأغا بأعوامه السبعة عشر ويُثبت أنّه الأجرأ، والمُنتصر، ويرسّخ بعمليته البطولية شجاعةً باسلةً للفلسطيني الجريء، ويقتل ضابط "سييرت ميتكال"، والذي كان يشغل منصب مسؤول أمن المستوطنات آنذاك.

يُذكر أنّ امتسيا بن حاييم، هو أحد منفذي عملية اغتيال الشهداء القادة الثلاثة في فردان في العاصمة اللبنانية بيروت، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، عام 1973، وقد شارك أيضاً في عملية تفجير 13 طائرة في مطار بيروت الدولي، عام 1968، وهما العمليتان اللتان نفذتهما "سييرت ميتكال"، كما شارك في عملية اغتيال القائد الفلسطيني الكبير خليل الوزير "أبو جهاد"، في تونس عام 1988.

ضياء أصبح "أبو الأسرى"


الأسير ضياء زكريا شاكر الأغا، والذي يبلغ من العمر 48 عاماً، هو عميد أسرى قطاع غزة في السجون الإسرائيلية، كونه أقدم أسير فلسطيني من سكان القطاع في السجون، يُطلِق عليه رفاقه الأسرى الذين عرفوه في تنقلاته بين السجون لقب "أبو الأسرى"، والذي ناله عن جدارة، حسب إخوته الأسرى.

عاش ضياء في السجن ضعف ما عاش خارجه، أنهى دراسته الجامعية من داخل أقبية السجون، ليتخرّج من جامعة "القدس المفتوحة" في تخصص التاريخ، كما تحصّل خلال أسره على شهادة الثانوية العامة 3 مرات.

قابلت الميادين نت والدة الأسير ضياء، السيدة نجاة الأغا، والتي استقبلت الميادين في منزل العائلة في مدينة خان يونس، كما أتاحت للميادين رؤية المنزل الخاص الذي قامت "أم ضياء" ببنائه لعميد الأسرى، كي تفرح به "عريساً حراً" فيه.

أصبحت السيدة نجاة، والمعروفة إعلامياً بـ"أم ضياء"، رغم أنه ليس أكبر أبنائها، وجهاً مألوفاً في كل مناسبات وفعاليات مساندة ودعم الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، وتنقلت بين عواصم عربية وغربية برفقة "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، للتعريف بقضية الأسرى وفضح ما يتعرضون له من ويلات وانتهاكات داخل السجون.

تجاوزت السيدة أم ضياء الـ 70 من عمرها، وهي الوحيدة المسموح لها بزيارة نجلها من بين أفراد الأسرة، وذلك في مناسباتٍ متباعدةٍ قليلةٍ جداً، كلما سمحت عنجهية الاحتلال بها، لتوضح أنّ "زيارة السجون عذاب، هي قطعة من جهنم، يوم كامل من العذاب على الحواجز، وبإجراءات التفتيش المُهينة داخل السجون، لكن كلّه يهون لدى أمهات الأسرى، اللواتي ينتظرن بحرارة رؤية أبنائهن كل عدة أشهر، ولمدة لا تتجاوز 45 دقيقة".


ثائرٌ لم يهدأ


تحدّثت السيدة نجاة أنّ ضياء كان في الصف التاسع عند تنفيذه العملية، وكان محبوباً للناس في منطقته، ومعروفاً بوطنيّته ومقاومته للاحتلال، وقالت والدته: "كان يكتب على الحيطان، حتى صار خطّه معروفاً للناس، ويرمي حجارة على الجنود بمجرد أن يمروا من الشارع"، وأضافت أنّ الناس كانوا بمجرد سماع صوت رصاص الاحتلال في المنطقة، يقولون: "ورب الكعبة ما عملها إلا ضياء".

واستذكرت والدة ضياء يوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 1992، إذ قالت إنّها رأت ضياء بعد أن عاد إلى المنزل، وبدّل ملابسه وغسل يديه ووقف بجانبها، وقال: "يمّا سامحيني"، تخبرنا أنها لم تكن تعلم سبب كلامه هذا، لكن عطفه المعتاد جعلها لا تشك في شيء، وتابعت: "بعدها طلع من عندي، واعتقلوه، ومن وقتها ما عاود رجع".

ولفتت أم ضياء أنّ ابنها اُحتُجِز مدة 9 شهور في غرف التحقيق، وفي العزل الانفرادي في معتقلٍ للأسيرات، لأنّه لم يكن هناك سجنٌ للأسرى الأشبال، ولأنّه أصغر من أن يُحكم بالسجن مدى الحياة، فانتظر الاحتلال حتى أتمّ ضياء 17 عاماً، وحكموه بالسجن 99 سنة، تقول الوالدة المكلومة: "دخل ضياء طفلاً صغيراً، وها هو الآن صار رجلًا".

وخضع ضياء لتحقيقٍ قاسٍ، ذاق خلاله صنوفاً من التعذيب داخل "أقبية التحقيق والزنازين"، ثمّ حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن المؤبد مدى الحياة، ثمّ حُكم على إثرها بعدة مؤبدات، ليتواصل اعتقاله إلى اليوم، وهو على عتبة الـ50 من عمره، ليدخل في عامه الـ31 في الأسر.

والدةٌ لم تفقد الأمل بالحريّة


أمسكت السيدة أم ضياء بالصورة الوحيدة التي جمعتها بفلذة كبدها، كما تحب أن تُسمي ضياء، والتي التُقطت أيضاً في السجن، صورةٌ يُقبّل فيها ضياء يد والدته نجاة، وأخرى يحتضنها فيها، يبدو واضحاً في الصورة أنّ ضياء ووالدته لم يقدرا على ترك بعضهما بعضاً.

توفي والد ضياء، في العام 2005، وكان وقتها برفقة شقيقه محمد داخل السجون، والذي قضى 12 عاماً في الأسر، ولم تتح لهما فرصة إلقاء نظرة الوداع على والدهما، لتخبرنا والدته اليوم: "لم يعد لي من أمنية في هذه الحياة، إلا رؤية ضياء واحتضانه، وأن أفرح بزواجه".


وكان من المقرر إطلاق سراح الأسير ضياء، أواخر آذار/مارس عام 2014، في إطار تفاهماتٍ بوساطة دولية ضمن صفقة الإفراج عن الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية آنذاك، جلعاد شاليط، غير أنّ "إسرائيل" تنصلت من تعهداتها حينها.

ووجّهت والدة الأسير عبر الميادين نت، رسالةً إلى المقاومة الفلسطينية، قالت فيها: "ما بجيب أولادنا إلّا خطف الجنود"، وأضافت أنّه لا أمل بالحرية لأسرى المؤبدات، والمعروفين بـ"جنرالات الصبر"، إلّا بصفقة تبادل يتم فرضها على الاحتلال.

وختمت السيدة أم ضياء لقاءها مع الميادين نت بقولها: "أنا أحكي باسم الأسرى كلهم، كلهم أولادي، وأنا أمهم وأحبهم، ورسالتي لهم من خلالكم، شدّوا حيلكم، وإن شاء الله مروحين لنا، والصبر مفتاح الفرج.

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. ضياء زكريا شاكر الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد