مقالات

صرخة من الكبد-نداء استغاثة إلى ضمير الرئيس حسني مبارك-نبيل خالد الأغا-الدوحة

صرخة من الكبد
نداء استغاثة إلى ضمير الرئيس حسني مبارك
نبيل خالد الأغا-الدوحة

سيادة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية ـ القاهرة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:
صائغ هذه الرسالة ـ الاستغاثة ـ عجوز أشقته عروبته، يحمل على كاهله سبعة وستين خريفاً، عربي الأرومة، مسلم العقيدة، فلسطيني الولادة، أردني الجنسية، قطري الإقامة، صحفي المهنة.
أفتح لكم صفحة قناعتي بتأكيد التأكيد بثقتي اللامتناهية في مصرنا الحبيبة بكل أمجادها الإنسانية والحضارية والوطنية، وقدرتها الفائقة على نصرة إخوانها المستضعفين في قطاع غزة البائس.


رسائل سابقة
سيدي أيها الرئيس المنقذ.. الإنسان


لقد سبق لصائغ هذه الاستغاثة أن بعث لسيادتكم بعدة رسائل منذ نحو ربع قرن على هيئة مقالات تم نشرها في صحيفة «الراية» القطرية إحداها بعنوان: "رسالة عاجلة إلى الرئيس مبارك"، مؤرخة بتاريخ ٢٩/٤/١٩٨٤م، ورسالة ثانية بعنوان:"رسالة الى الرئيس مبارك"مؤرخة في 5/1/1983 ، ورسالة ثالثة بلسان فتاة فلسطينية بعنوان: "رسالة إلى بابا مبارك" مؤرخة في 26/5/1982، ورسالة رابعة بعنوان: "مصر الحبيبة عودي لنا" مؤرخة بتاريخ ٢٨/١٠/١٩٨١ متضمنة مناشدة مصر بالعودة إلى أحضان العرب الذين قاطعوها لإقامتها صلحاً منفرداً مع إسرائيل!.
ومقالة خامسة بعنوان: "عروبة مصر.. تأكيد التأكيد" نشرت بتاريخ ١/٤/١٩٨١، وورد في أسطرها الأخيرة حرفياً «انه لا عز للعروبة إلا بمصر، ولا عز لمصر إلا بالعروبة، ولا نامت أعين الجبناء».
ومقالة سادسة بعنوان: "ديون مصر وواجب العرب" طالبت فيها بضرورة مساهمة العالم العربي في سداد ديون مصر مؤرخة في 16/2/1983، ومقالة مهمة بعنوان: " عرفات ومبارك" مؤرخة بتاريخ 29/12/1983، بمناسبة اول زيارة قام بها الرئيس الراحل الى مصر بهدف كسر المقاطعة العربية الرسمية لها.


إن أبناء فلسطين يا سيادة الرئيس ـ الإنسان يقدرون أيما تقدير وقوف مصر الثابت إلى جانبهم في حياتهم وكفاحهم ونيل حقوقهم المغتصبة، والغزيون منهم بشكل خاص الذين شرفوا بإدارة مصر لقطاعهم مدة تسعة عشر عاماً منذ النكبة الأولى عام 1948 وحتى النكبة الثانية في العام ١٩٦٧، وإبان العدوان الثلاثي على مصر في عام ١٩٥٦، احتلت إسرائيل قطاع غزة ولكنها أجبرت على الانسحاب منه يوم السابع من مارس عام ١٩٥٧، وقد شاهدت وشاركت في الأفراح التي عمت كافة القطاع يومئذ، ويشهد الله أنني شاهدت بأم عيني بعض اليافطات المعلقة في الشوارع الرئيسية بمدينتي الغالية "خان يونس" ومن بينها: "مصر أمنا الرءوم لن نرضى عنها بديلاً"، وأيضاً: خان يونس ترقص طرباً بعودة الإدارة المصرية.
وفي عالم الشعر أتذكر قول الشاعر حيدر سكيك:
      يا مصر يا أمل العروبة كلها
      علمتنا درساً قوياً في الطماح
      لولاك ما عزت لنا قومية
      شملت بلاد العرب في كل النواح


قطار الرحمة
سيادة الرئيس/ الإنسان


لست بحاجة ملحة لتأكيد عمق ورسوخ العلاقات بين مصر وفلسطين، والتاريخ يسرد تفاصيل قصة يوسف عليه السلام، فعندما فغرت المجاعة في فلسطين فاها، وأصابت ـ ضمن من أصابت ـ أهل يوسف، أباه وأمه وإخوته، لم يجدوا أمامهم إلا مصر، أم الخيرات، لإحضار الميرة (الطعام) منها، فانطلقت قوافل الخير والبركة من مصر إلى فلسطين، وتم إنقاذ الكثيرين.. وفي نهاية القصة المعروفة قرآنياً انطلق موكب الأسرة اليعقوبية، ودخل أفرادها الديار المصرية العامرة بترحيب شديد الحرارة من الكريم بن الكريم بن الكريم قائلاً لهم «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
أما في العصر الحديث ـ يا أبا جمال ـ فصائغ هذه السطور ما انفك يتذكر إحدى أريحيات الشعب المصري المحفورة في الذاكرة، وقد كنت أحد شهود العيان على وقائعها برغم صغر عمري يومئذ، فبعد انطلاق ثورة ٢٣ يوليو بعام واحد تقريباً أعلن اللواء محمد نجيب أن مصر ستبعث شحنات من المساعدات لإغاثة اللاجئين في قطاع غزة براً بواسطة (قطار الرحمة).
وتم تحديد الساعة التي سيصل فيها القطار إلى محطة سكة حديد خان يونس، وكنت واحداً من الفتية الذين انطلقوا مبكراً لاستقبال القطار، وجرت لمرافقي القطار من النخب المصرية الشعبية والرسمية مراسم استقبال حميمة، وألقى عمنا الراحل الشيخ فهمي حافظ الأغا خطبة مؤثرة ترقرقت جراءها العيون والقلوب وعندما بدأ سائق القطار تحركه خاطبه العم الواعظ قائلاً: يا سائق القطار تمهل وامشي الهوينا.. الهوينا، فأنت رسول الرحمة من أهل الرحمة.. ناشدتك الله ألا تتعجل، يا سائق قطار الرحمة تمهل.


لن نسمح بتجويع الفلسطينيين
سيادة الرئيس الإنسان..


لقد اقتضت الإرادة الإلهية أن تلتقي مصر وفلسطين في قواسم مشتركة مادية ومعنوية وروحية. كما اقتضت الإرادة الإلهية أيضاً أن تقع فلسطين في قبضة مغول العصر الحديث الذين اجتاحوها وشردوا أهلها، وأثناء مكابداتهم المتتالية تعرض الغزيون بشكل خاص لقهر المتغولين الصهاينة الذين ضيقوا الخناق عليهم فحاصروهم وأوغلوا في تعذيبهم وتجويعهم.
لكن ألطاف الله سرعان ما شملتهم، ففتحت مصر الحبيبة صدورها للترحاب بهم ثلاثة أيام متعاقبة، وزاد من بهجتهم كلماتك المورقة بالأمل يا سيادة الرئيس حينما قلت حرفياً في احتفال عيد الشرطة المصرية بتاريخ 24/1/2008: «إن مصر لن تسمح بتجويع الفلسطينيين في غزة، أو أن يتحول الوضع في القطاع لكارثة إنسانية».
وأردفت قائلاً:
إن أحداً لا يملك المزايدة على مصر في دعمها للشعب الفلسطيني الصامد وقضيته العادلة، إن مصر تبذل أقصى الجهد من تحركات واتصالات لإنهاء معاناته ولرفع إجراءات العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل عليه، وعودة إمدادات الوقود والكهرباء والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
ولست أدري يا سيادة الرئيس الإنسان لماذا لم ينفذ المسؤولون الذين يأتمرون بأوامرك هذه التعليمات الندية التي تقطر صدقاً وتنطق مروءة ونبلاً وتعاطفاً مع أهلنا المغلوب على أمرهم.
وقد لفت انتباهنا ودهشتنا ما تضمنه مؤخراً تصريح المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي بتاريخ 12/8/2008 والذي أكد فيها عدم فتح معبر رفح إلا بانتشار أمن السلطة التابعة للرئيس محمود عباس فقط على المعبر مؤكدا أن «مصر تتعامل مع كل الأمور المتعلقة بقطاع غزة بجدية كاملة نابعة من مسؤوليتها القومية».
وهذا التصريح «المفزع» يؤكد استمرار إغلاق الرئة الوحيدة المؤهلة أخوياً ورسمياً ليتنفس من خلالها مليون ونصف المليون مطحون ومقهور ومهموم في القطاع البائس، ومنفذهم اليتيم إلى رحاب العالم.
وهم يتساءلون بمرارة: هل هذا الموقف نابع حقيقة من مسؤولية مصر القومية؟!
لقد قرأنا يا سيادة الرئيس في أبجديات الحياة عن المكارم العربية التي يتباهى بها العربي ومنها إغاثة الملهوف، وإكرام الضيف، والإحسان إلى الجار، والوقوف إلى جانب الأخ ظالماً أو مظلوماً، فأين نحن من هذه المكارم اليوم؟!
فأهلنا المحاصرون ظلماً في غزة المنكوبة المنكودة يعيشون اليوم واحدة من أقسى وأشد فترات حياتهم، وهم يتطلعون بكل أمل وثقة إلى الأم الرءوم، وحاضنة العروبة، وقلعة الأمان، وحافظة العهود، وناصرة المستضعفين، إنهم يتطلعون إلى مصر الحبيبة لتسيير قطارات رحمة جديدة مادية ومعنوية، ترفع الظلم عنهم، وتيسر عسرهم، وتنفس كروبهم، وتداوي مرضاهم، وتفتح آفاق السفر للعالقين منهم في الجانبين المصري والفلسطيني.


الحصار لا يرضي الله
سيادة الرئيس الإنسان


إن هذا الظلم ـ الحصار الصهيو ـ أميركي الذي يكبل حياة أهلنا القابعين في درك العذاب والشقاء، لا يرضي الله ولا رسله ولا المؤمنين من عباده، وإنني أناشدكم بكل أساليب المناشدة الإنسانية أن تتخذوا خطوة تاريخية تتسق مع عظمة مصر وكسر شوكة هذا الحصار، وخاصة في هذا الشهر الرمضاني الكريم، شهر القران، وشهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار، شهر ليلة القدر، ومعركة بدر، وفتح مكة المكرمة. وهذا الشهر يذكرنا ببعض أفضال مصر علينا نحن الغزيين بشكل خاص، حيث كان الأزهر الشريف يكلف مبعوثيه من كرام المقرئين والعلماء لإحياء أيامه ولياليه في مساجد القطاع، وكذا في المسجد الأقصى المبارك قبل نكبة 1967.
إن كثيراً من المسلمين ينسون ـ أو يتناسون ـ أن رمضان هو شهر الإيثار، وأن الله تعالى ما فرضه علينا لنجوع ونعطش، بل ليذكرنا بأن في أرض الله من يجوعون جوعاً إجبارياً مفتوحاً يذكرنا بضرورة الإحسان لهم، ويقول الفقهاء: «إن من يقعد إلى مائدته الحافلة بالطعام وجاره يتلوى من الجوع لا يفكر فيه ولا يشاركه طعامه، فما صام ولا عرف الصيام، وإن جاع نهاره كله وعطش».
إن أهلنا البؤساء في القطاع البائس الذين صنعوا البطولات بعد حرب 1967، وقدحوا شرارة الانتفاضة الأولى ورفعوا راية العرب عالياً يتساءلون بعمق جراحاتهم: أين العرب والمسلمون قادة وشعوباً من تطبيق أحاديث المصطفى عن تعاطف المسلمين وتراحمهم وجسدهم المحموم؟ ويتساءلون: هل نحن مسلمون حقاً؟ ويجيبون من واقعهم: نعم مسلمون.. ولكن مع وقف التنفيذ!
ويواصلون تساؤلاتهم: أين نحن اليوم من الشعارات الدافئة التي حملها روادنا الأوائل: أمة عربية واحدة، لغة عربية واحدة، وأمل واحد، وتاريخ واحد؟ أين نحن من رائعة الشاعر فخري البارودي التي مطلعها:
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
وواقعنا المرير يدفعنا لنقول:
بلاد العُرب (أحزاني) من الشام لبغدان
قطاع غزة… مرارات وأحزان
سيادة الرئيس الإنسان
أدرك أنني أطلت عليك، لكن عزائي أنني أعبر عن عمق مرارات وأحزان مليون ونصف المليون نسمة في القطاع المهيض، إضافة إلى بقية المقهورين في فلسطين التاريخية. وهذا يقودنا للإشارة العابرة لمأساة تهويد القدس التي تجلد كبرياء العرب والمسلمين بسياط لاهبة عساها تنبه الغافلين لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إننا عبر هذه الاستغاثة نناشد سيادتكم وكافة ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية أن تستثمروا علاقاتكم الوثيقة مع الدول الكبرى للجم السعار الاستيطاني الصهيوني الهادف إلى تدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان الخيالي مكانه، ولو تم ذلك ـ لا سمح الله ـ فلعنة الله ستنصب على كل عربي ومسلم مهما كان موقعه الحياتي إذا لم يقم بواجبه المقدس للحفاظ على عروبة القدس وأقصاها ولو بأضعف الإيمان، فالقدس وديعة الله عندنا، والدفاع عنها فرض وأمانة في أعناق كافة الموحدين بالله.. إنها قضيتنا التي لا تقبل المهادنة ولا المساومة.
وهنا نستحضر جانباً من سيرة السلطان البطل صلاح الدين الأيوبي، فقد كان رحمه الله يصلي ويتصدق بصدقة خفية، ثم يدعو الله وهو ساجد فيقول:
«إلهي.. لقد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل».
وقد استجاب الحق تعالى لدعائه، فخاض معركة حطين، وحرر القدس من قبضة الصليبيين، فالله تعالى أكرم من أن يخيب رجاء من يلتجئ إليه.
ولقد قدر الله لفلسطين أن تكون مسرحا ً للإنتصارات الكبرى التي أحرزها العرب منذ بزوغ فجر الإسلام، فعلى أرضها المباركة جرت معارك اليرموك وأجنادين وحطين وعين جالوت وأنتصر العرب فيها على الروم والصليبيين والمغول، وستكون فلسطين إن شاء الله مسرحا ً لنصر كبير على الصهيونيين ولو بعد حين.


الفلسطينيون والبوصلة المفقودة
سيادة الرئيس الإنسان


إن شعب فلسطين يقدر أيما تقدير المواقف التاريخية الشجاعة التي اضطلعت بها مصر ـ ومازالت ـ في نصرته وقضيته، ومساهماتها المشكورة في حل الإشكالات في الساحة الفلسطينية، وتندرج في هذا الإطار مساعيها الحالية لرأب الصدع غير المبرر القائم بين بعض الفصائل والتنظيمات المتباينة في مواقفها، وهذه لعمري مهمة شاقة ـ لكنها ليست مستحيلة الحل بالنظر للثقة التي يوليها الجميع لنزاهة الجهود المصرية المقدرة.
لقد كنا ـ نحن الفلسطينيين ـ نتباهى بمتانة جبهتنا الداخلية، ونزعم أنها أشد صلابة من الفولاذ، ولكن ثبت فعلياً بعد الاقتتال المخزي بين حركتي حماس وفتح عام 2007 بأن تلك الجبهة كانت مخلخلة الأركان، واهية البنيان، فتهاوت أساساتها في لحظة غربت فيها شمس المنطق، وانطفأت مشاعل البصيرة والمصلحة الوطنية العليا، وقد فقد الفلسطينيون بوصلتهم الهادية يوم اشتبكت الرئة اليسرى بأختها اليمنى، واليد اليمنى بأختها اليسرى، وأضحى الجسم الفلسطيني مثخناً بالهموم والأحزان، يشكو إلى الله تعالى سوء حاله، وغموض مستقبله.
إن طاحونة الحياة ـ يا سيادة الرئيس الإنسان ـ جعلتنا غلاظ الأكباد، قساة القلوب، بأسنا بيننا شديد، وتشهد على ذلك ممارسات الاعتقال والتعذيب التي يتعرض لها بعض المؤيدين من الطرفين المتصارعين على الرغيف المحروق.
وإسرائيل من جانبها تستشعر السعادة، وتذكي لهيب الفتنة بمباركة أميركية، وفيتو صارخ يفشل التصالح بين الأخوين «اللدودين» ويمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية مرتجاة!
إنني من سحيق أحزاني وكمدي أتساءل: متى يدرك سادتنا وكبراؤنا أنهم أضلونا السبيل، وأنهم سائرون بهذا الشعب المحتار إلى نهاية مأساوية ليس لها قرار؟!
متى يدركون أنهم أضاعونا.. وأضاعوا ما تبقى من حطام القضية في غياهب المجهول، وأن المصلحة الفلسطينية العليا هي الخيط الناظم لنا جميعاً؟!
إن التخاذل العربي ـ الإسلامي جريمة أخرى تضاف إلى جريمة الحصار الكبرى التي فرَّخت العديد من الجرائم الصغرى كالغلاء الذي يحرق أكباد المحاصرين، والبطالة التي تزيد نسبتها عن الستين بالمئة، والفقر الذي ينخر في رقاب وقلوب أكثر من ثمانين بالمئة من السكان، وإضافة إلى ذلك كله النقص الحاد في الدواء والغذاء والكهرباء وهدأة البال، ومشاكل الحياة الأسرية القاسية، والقلق على حياة الاف المعوقين جراء اعتداءات اسرائيل وكذا الاف الأسرى القابعين في معتقلات المغول الجدد، ورغم ذلك فهم من «الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس»، إن مئات المرضى الذين لقوا حتفهم جراء الحصار وقع أجرهم على الله تعالى، لكن أوزار موتهم تقع مسؤوليتها على كل مسؤول عربي أو مسيحي أو يهودي قصَّر في حقهم، ولم يقم بواجب مساعدتهم وإنقاذهم.


النداء الأخير
سيادة الرئيس الإنسان..


إنني من هنا.. من دوحة الخير والبركة والمروءة والعطاء الصامت.. أوجه هذه الاستغاثة، وأستحلفكم باسم الله الأعظم وملائكته وكتبه ورسله، أستحلفكم يا أبا جمال بهذا الشهر الرمضاني، وبليلته القدرية، أن تتكرموا بإصدار تعليماتكم الحكيمة بفتح معبر رفح وفق الصورة المنهجية التي ترونها مناسبة للحفاظ على سيادة مصر أولاً ولإنقاذ إخوانكم وأبنائكم وأحبابكم المحاصرين من الجهات الأصلية (الخمس) الذين تتشقق نفوسهم شوقاً وأملاً في شهامتكم وإنسانيتكم، وهم لن ينسوا لكم هذا الفضل، وإن من فضل الله عليكم أن جعل الأمر بيديكم.
فيا سيدي.. لقد أصابت أهلنا البأساء والضراء، وزلزلوا زلزالاً شديداً، وإن الاعتبارات العروبية والإنسانية يجب أن تسمو وترتقي فوق أي اتفاقيات أو معاهدات أو إجراءات.
الحصار: ابتلاء من الله
سيادة الرئيس الانسان
برغم المحن والويلات الجمة التي يعانيها أهلنا، الا انهم تعايشوا معها انطلاقاً من ايمانهم المطلق بأن ذلك ابتلاء من الله تعالى واختبار، وأمام ذلك فليس أمامهم خيار الا الصبر... والصبر الجميل تحديداً، مؤمنين بقضاء الله وقدره، واثقين بقوله تعالى:" انما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب"، فمن لاحت لهم ثمار الجنة هانت عليهم مشقة الثبات، وهم يحتسبون كل معاناتهم في ميزان الحق تبارك وتعالى، وصدق الشاعر في قوله:
قد يُنعم الله بالبلوى وان عَظُمت ويبتلي اللهُ بعض القوم بالنِعَم
وهم يتأسون بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبالمؤمنين معه الذين فرضت عليهم قريش حصاراً رهيباً في أحد شِعاب مكة، فمنع عنه عمه أبو لهب وبطانته الكافرة الماء والغذاء والدواء والمصاهرة والمحادثة.
وبعد ثلاث سنوات من الحصار الجائر والصبر الجميل انتصر المؤمنون على ظالميهم، ونالوا حريتهم ..
سيدي الرئيس
أختم هذه الاستغاثة الكبدية بتجديد عهد الوفاء من أبناء فلسطين الى اخوانهم أبناء مصر.

يا ساكني مصر انَّا لا نزال على           عهد الوفاء وان غبنا مقيمينا
هلاّ بعثتم لنا من ماء نهركـــــم            شيئاً نبلُّ به أحشاء صادينـــا
كل المناهل بعد النيل آسنـــــــةٌ           ما أبعد النيل الا عن أمانينــــا!


وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

التوقيع:
مقهور بن مهموم بن مظلوم
الدوحة
28 من شعبان 1429 الموافق   29 من اغسطس (اب)2008

 

صور من يوميات منشورة في جريدة الراية القطرية للكاتب

 

 

 

 

 

Name Naser J. elagha
Email/ Phone naghah@qou.edu
Address أ. نبيل خالد الاغا
Date & Time

Monday 01st of September 2008 05:38 AM(Jerusalem Time Zone)

Comments

كم اتمني ان يكون مثلك الكثير ياابا خالد... لكم ود لن ينتهي

 

Name مهند الشوربجي
Email/ Phone mm_shourbaji@yahoo.com
Address الدوحه
Date & Time

Thursday 04th of September 2008 09:47 PM(Jerusalem Time Zone)

Comments السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، العم الفاضل أبو خلدون لقد أثلج صدورنا وجود أشخاص مقربين مازال لديهم هوية بعيداً عن الحزبية، وليس غربياً عليك وأنت تكتب منذ ربع قرن لنصرة قضيتنا، والتى أصبحت في الماضي لكثير من المغتربين الذين رموا هم الوطن وراء ظهورهم، أجر الغزوين على الله إنشاء الله كما ذكرت ، عمنا العزيز أختم كلامي بجزاك الله خيراً، وبالآيه الكريمة التى سطرها قللمك، قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" صدق الله العظيم

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. نبيل خالد نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد