نشاط

بالصور متحف أثري داخل قبو منزل بخان يونس

على درج حجري منحوت بطريقة فنية راقية، بإمكانك أن تجد طريقك إلى متحف أثري دشّنه الأربعيني مروان شهوان أسفل منزل استأجره بخان يونس، ليسرّ نظر الضيوف الذين يتوافدون لمشاهدة ملامح التراث الفلسطيني عن كثب.
أكثر من ربع قرن وشهوان يجمع هذه الآثار ويرعى هذا المتحف، تماماً، كما يرعى أبناءه، فجهّز المتحف بجهد ذاتي دون مساعدةٍ من أحد، نظراً لشغفه وحبّه العميق لاقتناء الآثار.

اكتظّ منزل شهوان بتلك المقتنيات والآثار، فلم يعد هناك متسعٌ للمزيد منها، ما دفعه إلى استئجار مبنى آخر من قبو منزل لأحد أقاربه تبلغ مساحته 165 متراً ليحفظ به تلك الآثار الكثيرة التي يمتلكها.
 تحدث شهوان عن أصل الفكرة، قائلاً: "تبلورت فكرة المتحف من السوق، حيث اشتريت إبريقا قديماً من النحاس، وبعد فترة من الزمن اكتشفت أنه يعود لمئات السنين، وحينها بدأت أجمع كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني من نقود وبكارج وأبسطة، وأصبحت لدي خبرة في جمع هذه القطع الأثرية".
وأضاف: "أعشق اقتناء كل ما هو قديم، وأعدّ  هذه المتعة جزءاً من شخصيتي، حتى سيطرت على كل حياتي وأصبحت أبلغ اهتماماتي، أمضي أغلب الوقت في البحث عن المقتنيات الصغيرة والقديمة، ولا يقف هذا البحث عند حدود قطاع غزة".
ويضمّ المتحف  حوالي ألفي قطعة أثرية عن الهوية الفلسطينية مقسمة إلى أجزاء عدة تحمل في طياتها عناوين المراحل التاريخية للمجتمع الفلسطيني مروراً بالعصور القديمة، إضافة إلى اشتماله على مجموعة كبيرة من الآثار الرومانية التي تعود إلى 4000 سنة.

في كل زاوية من زوايا المتحف تشتم عبق التاريخ الفلسطيني، فالقسم الخاص بالتراث يحتوي على العديد من المقتنيات الخشبية التي استخدمت قديماً في الأفراح والمناسبات مثل أدوات العزف الموسيقي كاليرغول والشبابة والربابة، وأيضاً أدوات زراعية استخدمها الآباء والأجداد تعود إلى ما قبل مائتي عام كالمنجل والقدوم.

 ويخصص شهوان زاوية رائعة لكمية من النقود المعدنية التي تعود لحقب تاريخية متعددة، أقدمها النقود الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى أول عملة تم استخدامها في التاريخ، وهي مصنوعة من الخزف والحجارة، ومجموعة من النقود التي استخدمت في العهود الأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية والفلسطينية.
 وفي زاوية جميلة من المتحف، يحتفظ شهوان بمجموعة من الأسلحة ووسائل القتال القديمة المتنوعة مثل القذائف والذخائر التي تعود للحربين العالميتين الأولى والثانية، إضافةً إلى أدوات الفروسية الجميلة المستخدمة في العصور القديمة.

"من خيرات أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد المغازي الثامن عز نصره"، هذه الكلمات نُقشت على قطعة من جسر افتتاح سكة حديد في خان يونس، وعلّقت على حائط تزيّنه السيوف والمناجل الفلسطينية القديمة، وأوانٍ إسلامية أبرزها «صاع» يعود للرسول صلى الله عليه وسلم.

 وفي حقيبة يحتفظ بها بجانب تمثال صخري منحوت يعود للإسكندر المقدوني، يضع شهوان مجموعة صور لمدينة القدس القديمة، إلى جانب جريدة فلسطين الصادرة عام 1948م والأيام والحياة، والعدد الأول من صحيفة الأهرام والتي تعود لتاريخ 1876م.
وتفوح رائحة الليمون في جهة أخرى للمتحف من تلك المنضدة الخشبية التي صنعها شهوان بنفسه من أشجار الليمون بدقة متناهية، محتضنة بداخلها الكثير من الحلي والخرز والخواتم والخلاخل الفضية التي كانت تتزين بها النساء الفلسطينيات في العصور القديمة، إضافة إلى قبقاب وأدوات حلاقة قديمة.

وأصبح المتحف مزاراً للعديد من الشخصيات، من أهمها وزيرة الإعلام الصينية، والسفير النرويجي وأعضاء قنصليته، إضافةً لكل الكتاب والباحثين العرب والأجانب المهتمين بالآثار الذين وصلوا إلى قطاع غزة لفك الحصار عنه.

 



























اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السيد ضياء خالد عودة إسعيد محمد سالم إبراهيم(بدوي) الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد