متفرقات

مجيد الأغا أو المكلل بالإحترام، لروحه في ذكرى وفاته - بقلم محمد نعيم فرحات

مجيدالأغا أو المكلل بالاحترام في طريقه إلى الموت
لروحه في ذكرى وفاته

بقلم: محمد نعيم فرحات 

إن الموت حق هكذا هو الأمر وببساطة، أما الناس فبمقدورهم فقط أن يتألموا ويرتعدوا منهذا الحق الحاسم الذي لا يمكن تفاديه بأي حال، غير أن هناك فروق بين موت وموت تتحدد بماهية الموت وسياقه وما يحيلنا إليه الموتى من استذكار لمعانيهم التي تركوها لنابعد أن يذهبوا ونودعهم الثرى بعهده خالقهم العظيم.

وفي هذا النحو لم نذهبمع مجيد الأغا في مشواره الأخير بمشاعر الفقد والحزن والأسى فقط، لقد كنا أيضابرفقة حشد من المعاني الطيبة التي تركها فينا ولنا الراحل الكبير: طيف من رهافةالحس والنظرة، ولياقة عالية، ودماثة خُلق (تشير لمنشأ شخصي وعائلي له صلة طيبةبالأصول والقيم)، وذكاء موفور، وقدرة على إبداء الأسى النزيه على من كانوايَضيعِون في طريقهم لأنفسهم.


ورغم ما أصاب حياة الفلسطينيين من تقلباتوانقلابات وتحولات وانفلات في الأوضاع والأحوال، وتدهور خارطة القيم والأصول،إلا أن مجيد الأغا ظل معادلا لنفسه ومخلصا لقيمها الأصلية، ولم ينبت أو يخرج عليهاأو ينقلب . وقد كشف في هذا المستوى عن حزم ويقظة وتجنب شديد للالتباسات.

وفي منعطف قاس يطوينا بلا رحمة ، منعطف يهتكنا ويدمر المعاني والصورويسلمنا للغبار والسأم والركام ، ثمة رجال (قليلون بكل حال ) يذهبون إلى نهاياتهموهم مكللون بالاحترام وجدارة الاعتراف ، وهكذا ذهب مجيد الأغا .

...
لا يرى الناس والعالم على نحو لائق ومختلف إلا صاحب رؤية أصيلة للذات ووراثلأشياء ثمينة، ولطالما كان مجيد الأغا تعبير بالغ الحيوية عن أصالة الرؤيةبالسليقة وبالاختيار معا، وفي مواجهة حلف الرداءة والانحطاط والتردي والهوان كنانعرف موقفه وموقعه بدون سؤال.

وعندما مات مجيد الأغا أثقل كاهلنا بمشاعرالفقد وكان قد أثقل كاهلنا في حياته من فرط لطفه وترفعه وترفقه وعنايته بما كانآخرون يرمونه وراء ظهورهم.


رجل كريم أخر كان يجد تحققه وراحته الخاصةوالعالية من خلال قدرته على تكريم الجديرين بالكرم من الناس وكان صاحب قدرة مميزةفي ذلك تشير لما يسكن جنابته من كرم فائض، تركنا ومضى مكلل بالاحترام.طوبى.

 وهنا فما من عظمة تفوق عظمة القول" إنا لله وإنا إليه راجعون"

تنويه من د.  يحيى زكريا الأغا

عندما تغيب الشمس، لابد من قمرٍ يضيء عتمة الليل حتى وإن كان محارا، فكيف إذا كان كاتب المقال قمرا أضاء ظلمة عّلها تتسلل  إلى قبر مَن بكاه القاصي والداني، الصديق الأستاذ الدكتور  محمد  نعيم فرحات ، أحد الأوفياء لمجيد، ولمنهجه، صاحب مبدأ وقيم أصيلة، أنقل مقاله في ذكرى وفاة صديقه ( مجيد) لنضيف إلى مكارمه، مكرمة جديدة.  كل التقدير لمن يفي الأوفياء حقهم ولو بكلمة.

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد