مقالات

أسْمَار – الأذْكِياءُ، وللأذْكِياءِ فَقَطْ.

الحَمْدُ لله؛ وبَعْد:

فَهَذهِ المُسامَرَةُ – أَدامَ اللهُ عَلَيكَ النِّعْمَةَ – لَيْسَتْ عَلى شاكِلَةِ ما مَضَى مِنَ المُسامَرات، ذلكَ أنَّنِي أُعَرِّجُ بكَ هذهِ المَرَّةَ عَلَى رَوْضَةٍ غَنّاء؛ بلْ جَنَّةٍ فَيْحاء!، لا يَزالُ المَرْءُ يَسْتَظِلُّ بأَفْنانِها، ويَتَنَعَّمُ ما شاءَ بِرَوْحِها وَرَيْحانِها، ولا أُطيلُ عَليك؛ فَلَيْسَ الخَبَرُ كالمُعايَنَة.

 

عَلى هامِشِ السَّمَر:

ولَيس المقْصُودُ مِن هذه المسامَرَةِ الحدِيثَ عَنْ الذكاءِ نَفْسِه، وهلْ هُوَ قُدْرَةٌ واحدَةٌ مُشَتَرَكَةٌ يَتَفاوَتُ الناسُ فيها، أمْ أنها قُدُراتٌ مُخْتَلِفَةٌ مُسْتَقِلَّة؟!؛ ولا الحديثَ عنْ تَقْسيمِ الذكاءِ إلى مَنْطقِيٍّ رياضِي؛ ومكانِيٍّ؛ وحَرَكِيٍّ؛...إلخ، ولا الحديثَ عن اختِباراتِ الذكاءِ والاعْتِراضِ عَليها بَكَونِها لَيْستْ ميزاناً دقِيقاً يُعْتَمَدُ عَلَيهِ في إثباتِ ذلك؛ وأنَّها مَبْنِيَّةٌ عَلى تَقْييمِ الشخْصِ بِثقافَتِهِ التي يَنْتَمِي إلَيها، وأنَّ مِن المَقايِيسِ في هذه الاخْتِباراتِ ما اخْتُلِفَ في اعْتِبارِه؛ كالحِكْمَةِ والإبداعِ والمَهاراتِ الاجْتِماعِيَّةِ والمَعْرِفَةِ العِلْمِيَّةِ وقُدْرَةِ الشخْصِ على التَّكَيُّفِ معَ البِيئَةِ؛ وقُدْرَتِهِ على مُواجَهَةِ المشاكِلِ الحياتِيَّةِ اليومِيَّةِ وحَلِّها، كما اعْتُرِضَ عَلَيها بأنَّ الاخْتِبارَاتِ هذهِ قَدْ لا تَعْكِسُ القدْرَةَ الحَقِيقِيَّةَ للشخْصِ بِقَدْرِ ما تَعْكِسُ تَوَتُّرَهُ وقَلَقَهُ بِسَبَبِ تَلَهُّفِهِ لِمَعْرِفَةِ النَتِيجَةِ؛ فَيَكُونُ الفَشَلُ في الامْتِحانِ ناتِجاً عنْ هذا!، ولذا اخْتَلَفَ الباحِثُونَ والمُخْتَصُّونَ في تعْرِيفِه؛ حتى نَشَرتْ مَجَلَّةٌ أكاديمِيَّةٌ علْمِيَّةٌ في سَنَةِ (1921) سُؤالاً وُجِّهَ إلى (14) عالِماً مِنْ علماءِ النَّفْسِ والتربَوِيينَ البارِزِينَ عَنْ تَعْرِيفِ الذكاءِ وماهِيَّتِهِ؛ فكانَتْ النتِيجَةُ أرْبَعَةَ عَشرَ جواباً مُخْتَلِفاً!، ثُمَّ أجْرِيَ استِفْتاءٌ آخَرُ في عامِ (1986) نَتَجَ عنهُ تعْرِيفاتٌ جديدَةٌ مُخْتَلِفَةٌ عن سابِقاتِها!.

للإطلاع على باقي الموضوع إضغط هنا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على الأستاذ خالد فتحي خالد حسين قاسم الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد