مقالات

عزاء واجب للدكتور رمضان شبير والموجه الأستاذ نبيل البطة بقلم حسام الأغا

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
 صدق الله العظيم

عزاء واجب
للدكتور رمضان سليم شبير
 والموجه الأستاذ نبيل البطة
بقلم حسام عثمان الأغا

الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي لا يحمد سواه، الحمدلله آناء الليل وأطراف النهار، الحمدلله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا رب لك الحمد والشكر عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة تشفع لنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

في يوم الخميس الثامن والعشرين من يناير لسنة 2021، تلقينا نبأ أليماً، بوفاة الوجيه الفاضل، الدكتور النجيب، الدكتور رمضان سليم شبير ((أبوسليم)) رحمه الله رحمة واسعة، قدم لدولة الإمارات في أوائل الستينات، كان بيته محجاً لكل الأطياف، بيته كأنه سفارة فلسطينية يتجه إليها كل محب ومشتاق، جل أهل القطاع وغيرهم يعرفونه حق المعرفة، بيت كرم وأخلاق، تُقابل فيه مَن لا تتوقع مقابلته، بمناسبة أو بغير، حظي بعلاقة مميزة مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، رفقة أخيه الفاضل الدكتور محمد دياب الموسى، كان رحمه الله رزيناً حكيماً، متواضعاً مجاملاً، لم تفته مناسبة حتى آخر أيامه، يفرض حضوره على الجلسة رونقاً وهيبة، ويضفي الحب والود على الحضور، بصوته الهادئ، وبحنو أبوته تسمع له وتحرص ألا تفوتك كلمة مما يقول من حقائق ووقائع، تاريخ لا تزوير فيه ولا مواربة..

 عمل في غزة إلى الكويت إلى أن استقر به المقام في دولة الإمارات الذي أحبها وأحبته، وحصل على جوازها مكافأة بسيطة على ما قدم وأعطى وخدم، جبر خواطر الكثيرين إن بعمله أو ماشياً بين الناس لإصلاح ما بينهم،، فقدنا رجلاً ليس كالذين نعرفهم ونحتك بهم، فقدنا الناصح الصادق، والأخ الحبيب، فقدنا حبيباً ودوداً، فقدنا حنية الأب بفقدنا لحبيبنا الغالي الدكتور رمضان شبير رحمه الله رحمة واسعة، فاللهم أكرمه ووسّع مدخله وجازه عنا وعن كل ما عمل خير الجزاء، وأنزله منازل تليق بوجهك الكريم يا خير مَن جازيت يا الله،، كل التعازي وأخلصها لأحبابنا وأخوتنا وأصهارنا آل شبير عزاؤنا واحد، كان الله في عونكم وعوننا..  

أخوتي وأحبتي يا فلسطينيي غزة في الإمارات، لم نكتف بعد، فقد كنا على موعد آخر مساء يوم الجمعة بعدها بيوم واحد فقط، على خبر أكثر إيلاماً وأشد قسوة، ففي مساء الـ 29 من يناير 2021، خبر وفاة أخينا وحبيبنا الأستاذ نبيل مصطفى البطة ((أبوإيهاب))، الذي قضى إثر نوبة قلبية مفاجئة، قضت مضاجعنا، وعلى غير حياته وسلوكه الهادئين فجعنا وفوجئنا برحيله، إنه رجل التربية والتعليم، كم من السنين قضاها في رحاب هذه الرسالة السامية، التي أداها على أكمل وجه، 44 عاماً من التميز والإبداع في حقل التعليم، أصبح موجه التربية الإنجليزية عن حق وجدارة، يمتاز بطيبة قلبه، وصفاء سيرته وسريرته، بشهادة الطلبة والمدرسين الذين كان يوجّه عليهم، وبشهادة الزملاء والإدارة المدرسية بل بشهادة وزارة التربية والتعليم بتكريمه من معالي الدكتورة جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام باعتباره من قدامى موظفي الوزارة، لتميزه وإخلاصه في العمل، ولدماثة أخلاقه قبل كل ذلك..

منذ أسبوعين ربما زادا قليلاً حظيت بلقاء معه في بيتي رفقة ابن عمته وصديقه وحبيبه جاري الغالي والأخ الوفي أسامة تميم البطة، فكان اللقاء رائعاً ومميزاً بل وأكثر، إذ تناولنا فيه أخبار الأحبة في الإمارات وفي القطاع، وربّما تناولنا أخبار عائلات خان يونس كاملة، ويتذكر بشوق وحنين، كل الذكريات من أشخاص وزملاء، مدارس ومدرسين، محافظات وأماكن، تناولنا البحر والمواصي وخيراتها ذات الطعم اللذيذ والرائحة الذكية، كأنها أمامه ويشم عطرها كأنه يودعها ويودعنا.. وقبل أن يغادر أبدى سعادته وسروره باللقاء، واتصل مهاتفاً يريد موعد زيارة أخرى،، إلا أن التحاقه بالرفيق الأعلى كان أقرب من موعدنا.. صبراً أهل وآل البطة الكرام.. فإن ما كان عليه أبو إيهاب يوحي بحسن خاتمته، رأينا وجهه الوضاء قبل أن يوارى الثرى، كأنه نائم يشعّ منه نور.. اللهم أكرم نزله ووسّع مدخله وجازه خير الجزاء واجعل حياته وكل عمل له في ميزان حسناته..
 
أحبابنا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق الدكتور رمضان والوجيه الموجه الأستاذ نبيل لمحزونون.. طبتم أمواتاً كما طبتم أحياء.. والله نسأل أن يحسن خاتمتنا إذا صرنا إلى ما صرتم إليه.. اللهم أنزلهم خير منزل هم ووالدينا ووالد والدينا وجميع موتى المسلمين.


أخوكم ومحبكم
حسام عثمان الأغا

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. حسام عثمان محمد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد