مقالات

لماذا أخفى الله موعد المـــوت ؟؟؟

لماذا أخفى الله موعد المـــوت ؟؟؟


قال تعالى في سورة ق ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد(

هل تفكرت أخي المسلم، أختي المسلمة في الحكمة التي أرادها الله عز وجل
من إخفاء موعد الموت؟؟ ولماذا لم يبين لنا موعد وفاة كل منا؟؟

 نحن نؤمن
بالموت و نعلم أنه حق , وأن كل نفس ذائقة الموت كما في قوله تعالى في سورة آل عمران ( كل نفس ذائقة الموت )
وأن كل من عليها فان كما في قولة تعالى في سورة الرحمن  
(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ ))

فتعالوا معاً نتعرف إلى هذه الحكمة العظيمة التي أرادها الله عز و جل في
إخفاء موعد الموت.

فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته يقول :

لقد وضع الله سبحانه وتعالى من خصائص الموت ما يجعل الإنسان يفيق من غروره
وجاه الدنيا ويذكره بقدرة الله سبحانه وتعالى , فأخفى الله موعد الموت 
لماذا ؟؟؟؟؟

حتى يتوقعه الإنسان في أية لحظة .. فكلما اغتر تذكر أنه قد يفارق الدنيا
بعد ساعة أو ساعات فرجع عن غروره , ورجع إلى الله سبحانه وتعالى
ولو كان الله قد أعلم كلاً منا بأجله وعصينا الله .. وطغينا في الحياة ..
وظلمنا الناس .. ثم نتوب ونستغفر قبل موعد الأجل بأشهر .. في هذه الحالة
تنتفي الحكمة من الحياة .

وإخفاء الله سبحانه وتعالى موعد الموت هو إعلام به .. ذلك أن إخفاء الموعد
يعني أن الإنسان يتوقع الموت في أية لحظة .. ولذلك فإنه إذا كان عاقلاً تكون
عينه على الدنيا , وعينه الأخرى على الآخرة .. فإذا ارتكب معصية فهو لا
يعرف هل سيمد الله أجله إلى أن يرتكب المعصية ويتوب .. أم أن أجله قد يأتي
وقت ارتكاب المعصية , فلا يجد الوقت للتوبة .

وما يقال عن المعصية يقال عن العمل الصالح .. فلو أن موعد الموت
معلوم .. لأجل الإنسان العمل الصالح إلى آخر حياته .. ولكن الله يريد أن
يكون الصلاح ممتداً طوال الزمن ولذلك أخفى موعد الموت .. ليعجل الناس
بالأعمال الصالحة قبل أن يأتي الأجل .. فكان إخفاء الموعد فيه رحمة من الله
للبشر .. رحمة بأن يخافوا المعصية أن تأتي مع الأجل .. ورحمة بأن يسارعوا
في الخيرات حتى لا يفاجئهم الأجل  …

أقول يا أخي وأختي المسلمة...  ليس بوسعنا إلا أن نشكر الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وأن نستغلها في نيل رضاه ونشر الفضيلة والبعد عن كل ما هو مخالف لشرعه وحكمه وطبيعة خلقه... من الافتخار بالمعاصي والجهر بها بين أهلنا وأبناء أمتنا .. وأن نجعل الأمانة شعارنا ... والعمل بسنة رسولنا الكريم والتي تم فقدها وخاصة إيذاء الجيران انطلاقا من أحاديثه الشريفة :

‏عن ‏ ‏أبي شريح ‏
أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل ومن يا رسول الله قال ‏ ‏الذي لا يأمن جاره ‏ ‏بوائقه

‏وعن ‏ ‏أنس ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يؤمن ‏ ‏أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

 

و حدثنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الحميد بن بهرام ‏ ‏عن ‏ ‏شهر بن حوشب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن غنم ‏ ‏عن ‏ ‏معاذ ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ثكلتك ‏ ‏أمك وهل ‏ ‏ يكب ‏ ‏ الناس على مناخرهم في جهنم إلا ‏ ‏ حصائد ‏ألسنتهم  ...

 

 

. والذي أصبح شغل الناس الشاغل الآن عيوب الناس والغيبة والنميمة والقيل والقال والتي أصبح الكثير منا شغله الوحيد ..وتخصصه في الحياة وهو المرجع الرئيسي.. وبنك معلومات المنطقة والحي  في تتبع عوراتهم وانتظار آذاهم والتشفي فيما أصابهم مما أدى لتقطيع أوصال المجتمع وقطع الأرحام .. وأكل الحقوق وهضمها .. اسمع يا أخي المسلم ستشهد عليك يوما ما جميع أعضائك وجوارحك .. وأقول إن كثرة أكل اللحم يؤدي إلي الإصابة بالعديد من الأمراض .. فكيف من يأكل لحم أخيه المسلم ....المحرم شرعا..

 

و المذبوح على طريقة غير شرعية وغير مطبوخ... ولحم ميت وعفن ومكروه..

 ألم يأت وقت التوبة والرجوع لله تائباً ..مقلعاً... نادماً...مصراً على عدم العودة... باكياً... مشفقاً على نفسه... مصلحاً لما أفسد من علاقات وصداقات وتخريب بيوت وتتبع عورات ورجم محصنات غافلات ومشوه حقائق وأخلاق ومسبب شقاقات وتصدعات وشروخ في العلاقات الأسرية والأخوية والعائلية والمجتمعية والمحلية والإقليمية والعالمية.... السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والفكرية ...

هل شاهدت أو عشت أو سمعت بهذا الذي نحن فيه من قبل ؟؟؟ فلماذا تشارك فيه وتصبح جزءاً منه ؟؟

أخي المسلم أ والمؤمن  حقاً لا تكون إمعة لهذه الأفكار أو لمن يروج لها أو ينادي بها.... كن عنصراً أو عضواً إيجابياً بناءً وفعالاً... لا هادماً ومحراكاً للسوء.. اجعل الرسول عليه الصلاة والسلام  صاحب الخلق العظيم قدوتك ومثلك الأعلى .... والمرء على دين خليله وحبيبه فلينظر أحدكم من يخالل...

اللهم ألف بين قلوب المسلمين ... اللهم انزع الحقد والغل من قلوبهم .. اللهم اجعلهم جميعاً ولا تجعلهم شتى.. اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء ، وألسنتنا من الكذب ، وأعيننا من الخيانة إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..

اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لأنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت  ..

.آمين ..آمين يا رب العالمين.

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. عبدالكريم صقر يوسف حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد