في ذمة الله

في ذكراك ايتها الخالدة في قلوبنا أمنا الغالية أم حسام- بقلم سوزان أبو شعبان- الدوحة

 

أمنا الحبيبة المغفور لها بإذن الله تعالى إم حسام

بكل مشاعر الإيمان بقضاء الله و قدره ، في ذكراك العطرة أسطر هذه الكلمات المتواضعة رغم انها لم و لن تفي قدرك أيتها العزيزة الطاهرة :

يا هبة من الله ، فلولاك ما كان للوجود استمرار و لا للحياة إستقرار
يا من عجزت كلماتي التي تستحقيها عن التعبير عما في خلجات قلبي ، و وصف مشاعري الجياشة نحوك و ما تستحقين أمام كرمك و عطائك الأخاذ فمهما كتبنا عنك لم و لن نوفيك حقك .
يا من غمرتينا بحبك و حنانك و عطفك الذي لا ينضب
يا رمز الأمان يا من وجدنا في حضنك الدافئ ملاذا نرتمي فيه بحرقة بين جنباته
يا من أزهرت ربيع المحبة في قلوبنا
يا من يستحيل نسيانك أيتها الخالدة في قلوبنا يا أماه
يا صاحبة العقل الرشيد الذي رحل
يا من خلعت ثوب الدنيا الزائف و تحليت بزي الآخرة الحقيقي و ذهبت الى دار أرحم و أنعم و أطيب من هذه الدار



بسم الله الرحمن الرحيم

 


( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ و َإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ و َما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) صدق الله العظيم

القلب يحزن و العين تدمع على الفراق المرير و إيماننا بالله و بقدره كبير ، فما أشد فراق الأحبة ، و ما أقساه خصوصا إذا ما فارقونا أحباء أعزاء على قلوبنا فما بالك بفراق "ست الحبايب" وليست فقط الحبيبة وما بالكم بهذه الأم الفاضلة الأم المعطاءة التي كنت أحب وكان يروق لها أن أناديها منذ عرفتها (ماما أم حسام).

والدنا الفاضل عمي أبو حسام أطال الله في عمرك ، زوجي العزيز حسام ، أخوتي الأكارم ( إياد ـ رياض ـ إيهاب ـ حسين ـ محمد ـ زهير) ، وأخواتي الكريمات ( رنده ـ غاده ـ عزه ـ ريما ـ بيسان ـ سمر) ، وجدت نفسي بينكم أهلي بكل مشاعر الألم و الحزن العميق والإيمان الراسخ بقضاء الله و قدره أعزي نفسي قبل أن أواسيكم لأنني فقدت من أعتبرتها أمي بعد وفاة أمي التي توفاها الله منذ سنين في نفس الأرض ، ولكنني صبرت ، وتصبرت بوجود أمنا الغالية إم حسام رحمها الله ، أم حنون لي ولجميع من حولها فقد كانت تعاملنا كبناتها وأخشي أن أقول أنها كانت تدللنا أكثر من بناتها ولكنني أعلم أنهن يفخرن بأنها أم رائعة وأم عظيمه للجميع فقلبها الملئ بالعطاء كلما أعطت منه حبا وحنانا تدفق بالمزيد ، كم هي رائعة هذه الأم العظيمة.

أماه لن أنسي ، أنه رغم مرضك الشديد كنت تحرصين في كل إتصال علي الاطمئنان والسؤال على كل فرد من أفراد الاسرة الصغير منا قبل الكبير، وبالرغم من بعد المسافات كنت قريبة منا و في قلوبنا دائما و رغم آلامك وأنت تقاوميين المرض كنت دائما بلسم لقلوبنا بدعاءك لنا بالتوفيق والرضا.

صعب علينا فراقك أمنا الحبيبة و صعب علينا فراقك يا من أعطيتي بلا حدود يا من سهرتي الليالي من أجل أبناءك ويا من تحملتي قساوة الغربة ، سنين طويلة تحلمين بالرجوع إلي فلسطيننا الحبيبة وإلي بيتك الدافئ في خان يونس وبين أهلك وأحبابك الذين طالما حدثتينا عنهم ، وذكرتيهم بكل حب ومودة، رحلتي عنا وعنهم ، رحلتي على أرض غير أرض فلسطين ومن دون أن تودعي أحد من الذين تمنيتي أن تعيشي وتموتي بينهم رحلتي شهيدة، شهيدة الغربة.

نتذكرك دائما و كل يوم ، لن ننساك أبدا يا أمنا الحبيبة وستظل صورتك المشرقه بين أعيننا و أعين أحفادك وسيظل أثير صوتك العذب الدافئ في أذني وسيظل حبك يتدفق في قلبي يا من أشعرتيني دائما أنك أمي وخففتي عني من الحزن والاسي عند فقداني أمي أسال الله عز وجل أن يصبرنا علي فراقك ورحيلك يا أمنا الغالية ، أبشري يا أمي بدعواتنا الكثيرة لك كلما صلينا و كلما تذكرناك و سندعو الله لك دوما ما حيينا بالرحمة و المغفرة ، تغمدك الله بواسع رحمته و أسكنك فسيح جناته يا أمنا الحبيبة إم حسام و رحم جميع المسلمين .
 

إنا لله و أنا اليه راجعون
 

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد