مقالات

عُذراً يَا سوريّا- بقلم : رند جهاد عباس جاسر الأغا

عيدُ يطرقُ حدودَ سُوريّا ، يستأذنُها بالمرورُ مُغمضَ العينينِ لا يُريدُ أن يُلوثَ صُورة سوريّا الجميلّة في مُخيلتهِ مُنذُ عيدينِ ، كيفَ أن الطُرقَ كانتَ لا تخلو من الناسِ كيف كان الأطفالَ يتجولونَ  بحللهِم الجديدّة يُعيدونَ على صغيرهُم وكبيرهُم ، كيفَ كَان الناسُ مُتلهفينَ لرؤيةِ أخلائِهم ، كيفَ كانت صلاةُ العيدِ كيفَ كانَ الجدُّ والحفيد ، الأبُّ والإبنِ ، أصواتُ التكبيرِ الصادِحَة من المأذن . .

عيدٌ يشتاقُ إليكِ يا سُورياَ ، عيدٌ يبكِي حنيناً إليكِ ، لتلكَ الإبتساماتِ التّي يرسمُها على ثغورِ أطفالكِ ، وروائِحِ الخَبيزِ من منازِلِ نسائِكِ .

عُذراً يَا سوريّا , فالعيدُ سعيدَ لا يقوى على مشاهدِ العنفِ ،  لن يَصمدَ في وجهِ رصاصاتِ البنادِقِ ، ولن يستطيع تفادي الصواريخ .

ها هو عيدُكُ الخامِس يا سوريّا وأصواتِ المدافعِ تعلو على الضحكاتِ ، ودُخانُ الصواريخُ يلوثُ صفاءَ السماءِ ، لم يعُدُ أطفالُكِ ينتظرونَ شروقَ الشمسِ ليفتحوا الهداياَ ، وينتظروا الأقاربَ فكيف لهُم أن ينتظروا عمَّا تحتَ التُرابِ وخالاً يتأرجحُ بينَ الحياة والموتِ ، لقد أضحت أحلامهُم النجاةَ من موتٍ مُحتَم ، ولقمَةً تسدُ وطأةَ جوعِهمِ ، بينما غابتَ أحلامُهمُ الراقصَة المُحلقَة فوق هامِ السحابِ ، حيثُ تشتتَ مٌستقبلهٌم ، وتغبشَت رؤيتُهم ، وسقَط طموحهم طريحَ الفراشِ.

لم تَعُدَ ذاكرَةُ أطفالِ سوريّا تختزنُ مشاهِدَ الفرحِ ، ولحظاتِ السعادَة ، وهدايا عيدِ الميلادَ بل من العجيبِ أن يتذّكر الشخصً مولده بينمَا كُلُ ما يجول في خاطره ذكرَى تأبينِ والدهِ وموعد دفنِ جدّه ، كُلَ ما يتذكرونُ هيّ مشاهدُ الدمارِوالعنفِ.

كم أزهقت أرواحٌ أمامهم، وكم صرختَ نساءٌ ، وبكى أطفالُ ، كيفَ للعيدِ أن يُخففَ من ألآمهم وينسيهم رائِحة الدماءِ المُمتزجةِ بالياسمين في انوفهم ، كيفَ للعيد السعيدِ أن يُخفف وطأةَ الحُزن .

عيدُ من المُفترضِ أن يَكونَ سعيدُ يا أهل سوريَا ، كُلّ التهانيّ لكِ من أوطانٍ أِشبعتَ أبطُنها ، وأسعدت انفسهَا وتناستكِ ، كُلَ الأمانيّ لكِ منهُم بِـ " عيدِ سعيد " 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السيدة رند جهاد عباس جاسر حسن أحمد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد