مقالات

الرنتيسي

 


 قال تعالى( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يُقاتلون  في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون، وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن،  ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز  العظيم) صدق الله العظيم
 وترجل الفارس، وسقط أسد من أسود فلسطين، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، أبا  محمدٍ، ورغم المصاب الجلل، وألمه علينا، أقول بأننا لن نبكيك، أنبكي مَن وُعِد  بالجنة، أنبكي من نذر روحه في سبيل الله، ؟! أنبكي من اشترى الله أنفسهم، ووعدهم بالجنة؟! لا والله، فيا أبا محمدٍ طلبت الشهادة ونلتها، ارتقت روحك إلى أعلى عليين، واطمأنت عند سدرة المنتهى، ولحقت بأخيك شيخ المجاهدين أحمد ياسين، وجميع الشهداء من أبناء فلسطين، فهنيئاً لك على استشهادك، وهنيئاً لك يا أسد  فلسطين، .
 قدرنا نحن الفلسطينيين أن نقاوم، وأن نجاهد، وأن نستشهد، قدرنا أن يواجه  أطفالنا وفتياننا ونساؤنا الحوامل، وشيوخنا وشبابنا آلة الحرب الإسرائيلية، فتسيل الدماء الطاهرة على أرض فلسطين المباركة لتنبثق منها شقائق النعمان  المتمثلة في شهدائنا البررة.
 لقد أدرك الدكتور منذ البداية أن طريق الجهاد هو الطريق الأقصر لتحرير فلسطين،  فحفر خندق الشهادة له قبل أن تنطلق حماس على أرض الواقع، لأنه يعلم أن الجهاد  له بابان، إما النصر، أو الشهادة، وكانت الشهادة على موعد معه، أما النصر فبإذن  الله سيتحقق من خلال ما صنع من رجال هم على دربه مهما امتد الزمن.
 

 عبد العزيز الرنتيسي لم يخش الاستشهاد بل استعد له منذ اللحظة الأولى، وهو يعلم  أن هذا الطريق محفوف بالدم، ولكنه أبى على نفسه أن يجلس من المخلّفين، ليكونفي الصف الأمامي في مواجهة العدو الصهيوني، وهذه هي شيم الرجال، شيم صانعي الحياة، شيم أبناء فلسطين الذين نذروا حياتهم في سبيل الوطن، دفاعً عن مالٍ وعرض وأرض، وما أروعه من دفاع.


 إن دم الرنتيسي بل والرنتيسي نفسه كان وسيبقى مشروع تحدٍ وإرادة وتصميم وانتصار  بإذن الله، فما حدث بالأمس لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا ترابطاً وتوحداً وعلى  قلب رجل واحد،  إن دم أبا محمد سيبقى مشروع انتصار الدم على الآلة العسكرية الصهيونية ،وسلماً  ليرتقي الآخرون إليه حتى يتحقق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية من رفح وحتى الناقورة.
 لقد كان الرنتيسي شوكة دامية في أعناق الصهاينة بإصراره على المواجهة والتحدي والنضال وشحذ الهمم من أجل صنع رجال هم على العهد الذي أراده الله لهم، إما نصر أو شهادة.


 إن استشهاد أبا محمد سيزيد من إشعال المقاومة ، ولن تنطفئ جذوتها، بل ستتمدد  لتشمل الأفاق حتى يندحر الاحتلال من أرضنا الطاهرة.
 أبا محمد ربما كلمات للرثاء هنا لا تجدي، ولكنها كلمات للفخار والعزة، كلمات  للنصر، كلمات للجهاد والمقاومة، لأنها اللغة الأقرب إلى لغة القرآن التي  تطالبنا بأن نقاتل أعداء الله.
 رحلت يا صانع الرجاء بكل إباء وشموخ، رحلت بعد أن صنعت على عينيك رجال اًأشداء على أعدائهم، رُحماء فيما بينهم، كنت سيد المرحلة، وبطلها بلا منازع، كنت  وستبقى مشعلاً وضاءً أضاء الدرب إلى فلسطين ليسير عليها من صنعاهم من رجال  المستقبل لتحرير فلسطين.
 ما أروع ما تمنيت، وما أروع ما حققت، وما أروع الأكف التي حملت جثمانك الطاهر،  وما أروع الانتصار مع الشهادة، لتتبوأ الصدارة في أعلى عليين مع الشهداء  والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
 ما أروع الخاتمة يا سيدي، أنه انتصار لك ولفلسطين والأمة العربية والإسلامية،  وللجهاد والمقاومة الفلسطينية.
 سلام عليك يوم ولادتك، وسلام عليك يوم استشهادك، وسلام عليك لحظة ارتقاء روحك  إلى أعلى عليين، فالشهداء لا يموتون.
 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على السفير يحيى زكريا إسعيد حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد