مقالات

عائلة الأغا- محمد سالم

 

بسم الله الرحمن الرحيم


" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
 



لا شك أن الكتابة عن عائلة عريقة كعائلتنا الكريمة ، أمر ليس بالهين ولا يسير، ولكني سأجتهد قدر استطاعتي، وبما أعرف وبما وصل لدي من معلومات شفوية ومكتوبة عن عائلتنا الكريمة، عائلة الأغا .

فقد حدثنا التاريخ المكتوب أن خان يونس لما صارت مدينة في العصر العثماني وأتسع سوقها وكثُر سكانها واتسعت شوارعها وأنشأت فيها بيوت عظيمة وشُيد جامعها حتى صار كأحسن وأكبر مساجد المدن، وأن الحكومة العثمانية أنشئت بها المدارس والكتاتيب وعينت مديراً وقاضياً شرعياً، كما أنشأت نقطة للبوليس ، وثكنة كبيرة ومساكن كثيرة لذوي وأهل البوليس الذي كان يعرف آنذاك " بالجندرمة " وكانت الحكومة العثمانية بالأستانة تُعين لها أميراً لقلعتها ، وكان يعبر عنه بأغا القلعة أي حاكمها وأميرها ورئيس العساكر بها .

وعائلتنا الكريمة تعود إلي مؤسسها في خان يونس، فخر الأغوات الكرام " حسين أغا " من أغوات حلب بسوريا الذي جاء إلي هنا من طرف الدولة العثمانية، وعين حاكماً لقلعتها، وهي من أقدم العائلات في مدينة خان يونس ويرجع لهم الفضل في عمرانها ، منذ القديم وحتي وقتنا الحاضر، وقد كثًر عددهم ولهم أفخاذ كثيرة ، منهم السعايدة" الحمادين والغوانمة و الفوالجة" والعثامنة والحوامدة والمصاطفة والحساينة، والسلايمة والقواسمة والخوالدة والفوالجة والبداو ولنا أبناء عم استقلوا باسم الشوربجي .

وقد أنجب هؤلاء العظام أبناء وحفدة جددوا بكرمهم ونباهتهم مجد أبائهم وأجدادهم وعظيم قدرهم فشاع صيتهم وقصدهم العربان وأهالي البر والقري لفك مشاكلهم وقضاء حوائجهم، وكان منهم المرحومون بإذن الله / الحاج عثمان والد الحاج حافظ وأخوته الكرام، وهنا أجد لزاماً علي أن ألفت نظر القارئ إلي " السيرة العطرة والكرم والفروسية التي تميز بها عمنا المرحوم الحاج حافظ عثمان والتي لا تزال سيرته وصيته، يضرب به المثل لليوم في أنحاء فلسطين، وكذلك علو همة كبار عائلتنا، الحاج أحمد أبو الحاج خالد وأخوته الكرام ووالد الأخ الحاج وديع، الله يعطيه طول العمر المثمر خيرات، والحاج حمدان أسعيد وأنجاله الكرام، والحاج غانم أسعد وأنجاله الكرام والحاج فالوجي أسعد وأنجاله الكرام ، والحاج رواي و أنجاله الكرام،والحاج مصطفي أبو الحاج أحمد وأنجاله الكرام ، والحاج سليم أبو الحاج عبدالرحمن وأنجاله الكرام، والحاج حسين أبو الحاج يوسف وأنجاله الكرام، والحاج قاسم أبو الحاج حسين وأنجاله الكرام، والحاج خالد أبو الحاج نعمات والحاج صالح أبو الحاج فالوجي وأنجاله الكرام، والبداو يعود نسبهم الي سالم بدوي أغا أبو محمد وأما أبناء العم " الشوربجي " فيعود نسبهم للمرحوم صالح أغا الشوربجي .

قال الله تعالي بعد: بسم الله الرحمن الرحيم
" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ".

وأعتقد أن هذه العائلة الكريمة هي " عائلة دولة " أي أنها مؤهلة لتدير حكومة أو دولة، فمنذ نشأتها وهي تدير حياتها وحياة أبنائها بكل حكمة واقتدار، ورجالها العظماء يعملون بروح الفريق الواحد، مما أكسبهم احترام العائلات الأخرى لهم، وتميزوا بحبهم للعلم والتعليم مبكراً، فبعث الجد المرحوم الحاج حمدان أسعيد بأحد أبنائه وهو المرحوم الشيخ سعيد حمدان إلي الأزهر الشريف ولحق به أبن عمه المرحوم الشيخ فهمي حافظ وأبن أخيه الشيخ زكريا أسعيد كما لحق بالجميع أبنه المرحوم الشيخ كمال سعيد، وبعث العم الفاضل المرحوم الحاج سليم حسين بابنه الدكتور أمين سليم لكلية الطب بالقاهرة ولحق به أخيه الدكتور نعيم سليم " د.فاضل" ولحق بهم أبن العم الفاضل المرحوم الحاج مصطفي أحمد فبعث بابنه الدكتور حيدر مصطفي كما لحق بالجميع الدكتور هاشم يوسف والدكتور مروان خليل والدكتور نظام أحمد والدكتور زكريا وبعث المرحوم الحاج علي حمدان بابنه المهندس فؤاد علي إلي كلية الهندسة ولحق به المهندس أحمد سليم وقد بعث العم الحاج صالح علي بابنه المهندس قاسم صالح وبعث العم المرحوم الحاج مسعود غانم بابنه المهندس عيسي مسعود، وكما لحق بهم أبن العم إبراهيم مصطفي إلي كلية العلوم الزراعية بالقاهرة، وقد بعث العم المرحوم الحاج محمد حمدان بابنه الأستاذ رضوان محمد إلي كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم لحق به أبن العم الأستاذ يونس طاهر وأبن العم نعيم يوسف، هذا ولقد أصبح أبنائهم قضاة وأطباء ومهندسون يشار لهم بالبنان، بل أصبح منهم رئيس للسلطة القضائية وعضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و وزراء في الحكومات المتعاقبة للسلطة الوطنية الفلسطينية، كما كان منهم رؤساء وأعضاء بلدية وأعضاء في المجالس التشريعية المتعاقبة من المجلس التشريعي الأول سنة1964 وحتي المجلس التشريعي المنتخب سنة 2006 ، كما نعتز ونفخر برواد التعليم في عائلتنا ونذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الأساتذة المرحومون، عصام سعيد الأغا، أحمد خليل الأغا، ، ورمضان محمد الأغا، خالد حسني الأغا، عبد الرحيم الشوربجي عمر عودة الأغا، جاسر سليم الأغا، والأخوين : خميس أحمد الأغا، وفالوجي أحمد الأغا، وخالد يوسف الأغا، وقاسم بخيت الأغا، وقاسم سليمان الأغا، وفايز أحمد الشوربجي، عاشور مسعود الأغا، ومحمد عودة الأغا، ويوسف عنتر الأغا والمعتز بالله حلمي الأغا، وإبراهيم عبد نعمات الأغا، والحاج فتحي قاسم نعمات الأغا والحاج فتحي خالد قاسم الأغا، والأخوين : قاسم وسالم/ صالح الشوربجي وجاسر عبد الأغا، وعمر خليل الأغا والمرحومين كامل حسن الشوربجي، والأستاذ محمد قاسم الأغا وقد وصل الكثير منهم إلي رتبة ناظر و مدير مدرسة ومفتش و مستشار للتعليم بل لقد أصبح من أبناءهم وزيراً للزراعة ووزيراً للتعليم بالوكالة هو د. محمد رمضان محمد حمدان الأغا .

والحقيقة أن آباءنا وأجدادنا اهتموا بتعليم بناتهم كما أبناءهم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، ومنهن من حصلن علي مراتب عالية خلال عملهن، كما حصلن علي الشهادات العالية في مختلف التخصصات العملية والعلمية، ولهن ولآبائهن ولأزواجهن و أنجالهن كل التقدير .

وحتى لا أطيل عليكم فالاحترام والتقدير لكل الأعمام العظام وأبنائهم الذين بعثوا بفلذات أكبادهم الي الكتاتيب و الروضات والمدارس والكليات والمعاهد والجامعات ليصيح أبناؤهم ركائز عز وفخر لنا جميعاً، وليعذرني أبناء وبنات العم الأعزاء الذين لم أذكرهم، فكلهم مميزون ومبدعون في كل التخصصات العلمية و العملية والأدبية والعلوم الإنسانية والاقتصادية ونتمنى لهم كل تقدم ورفعة فهم ذخيرة للوطن، فبهم نعتز ونفخر ومعهم نبني فلسطين و مؤسسات دولتها بإذن الله، ونظرة إلي حملة الشهادات العالية بموقع النخلة خير دليل علي صحة ما تقرؤون.

لقد آن الأوان أن نفخر بشرف الانتماء لعائلتنا العملاقة الكريمة ، وأن نترحم وندعو الله كثيراً أن يرحم آباءَنا وأجدادنا الذين كان لهم شرف وضع اللبنات لهذه العائلة الشامخة الكريمة الأصيلة الوطنية علي مدار السنين وعلينا أن نحافظ علي سيرتهم العطرة ونقتدي بأخلاقهم و بخطاهم التي تركوها لنا وعلمونا إياها حتي نكون خير خلف لخير سلف .

واسمحوا لي أن أذكركم ونفسي بقول الحق تبارك ة وتعالي بعد : بسم الله الرحمن الرحيم

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).
وقال الله تعالي :
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكـم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون ).
وقال أيضاً :
( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
و ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) والآيات و الأحاديث في حثنا علي الاعتصام بحبل الله و ذم التفرق كثيرة. أكتفي بما أعانني الله علي ذكره .

وأخيراً، وكما نتشرف بالانتماء لهذه العائلة الكريمة فإننا نتشرف في الوقت ذاته للإنتساب والانتماء للشعب الفلسطيني الصابر الصامد المُكافح، وهذا يحُتم علينا أن نساهم إيجابياً في إعادة بناء وطننا بعد هذه السنين العجاف ، وعلينا جميعاً كل في موقعه أن نعمل علي إنجاح عائلتنا الكريمة في تحقيق أهدافها والوصول إلي المكانة التي تليق بها فوق ترابنا الوطني الفلسطيني المقدس.
 

المجد والخلود والرحمة لأجدادنا وآبائنا الذين سبقونا بالأيمان بالله وبكتبه ورسله وباليوم الآخر وبقضائه خيره وشره .
وأسأل الله أن يديم المودة، والمعروف بيننا،
وأن يؤلف بين قلوبنا،
وأن يرحمنا رحمة تغُـننا عمن سواه .
وأن يلهم أبنائنا وأحفادنا، إتباع ما أمرنا الله به،
والاقتداء بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم،
وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه،
وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا أجتنابه.
وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

اضغط هنا للتعرف على المرحوم أ. محمد سالم علي حمدان الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد