مقالات

الداعية أحمد فرح عقيلان..مستودع الفضائل- نبيل خالد الأغا - الدوحة



الداعية أحمد فرح عقيلان..مستودع الفضائل

نبيل خالد الأغا - الدوحة
"إنّ كل فضائل الرُّسُل في أخلاق محمد، وكل فضائلِ الكتب السماوية في معجزة محمد"
 



في ظرف استثنائي كالذي نحن فيه، وفلسطين الضحية تناضل لدفع العدوان الإستيطاني الصهيوني الشرس عن بيت المقدس، كم نحن بحاجة إلى استلهام مسيرة المجاهد الشاعر الأديب الداعية أحمد فرح عقيلان الذي لبى نداء ربه في العام ١٩٩٧، بعد إنهاء درسه اليومي في الوعظ والإرشاد بأحد مساجد العاصمة العربية السعودية، وتفتحت عندئذ في قلبي براعم الذكريات:
في رونق الصبا حدثت نكبة فلسطين الأولى عام ١٩٤٨ وبذلك تحطمت الواجهة الأولى لطفولتنا الغضة التي كانت مترعة بالطموحات الواسعة والإشراقات الكثيرة،
استقبلت مدينة خان يونس المتكئة على الذراع الجنوبي لفلسطين أفواجاً متتالية من اللاجئين الظامئين للنجاة بالعِرض والنفس والمال، وفيما كانت النفوس محطمة ومكدودة، ولا تبدو في الأفق ملامح غوث عاجل أو فرج آت عاودت مدرسة خان يونس الابتدائية (عز الدين القسام لاحقاً) افتتاح أبوابها بعد توقيع اتفاقية الهدنة بين العرب وإسرائيل في العام 1949 وإيقاف كافة النشاطات الحربية.
لكن أعداد الطلاب كانت هائلة والقدرة الاستيعابية للمدرسة جد محدودة، ولا وجود لحل عاجل إلا أن يحشر الطلاب في الفصول حشراً، ويتكدسون في الخيام التي نصبت في باحة المدرسة تكديساً، في ذلك الجو المأساوي شديد الظلمة خرج علينا - نحن صغار الطلاب - من رحم اليأس والقنوط شاب لم نعهد رؤيته ضمن أعضاء هيئة التدريس الأولى التي ألفنا وجوه أصحابها.
أطل علينا وجهه في الطابور الصباحي، وحدثنا أحاديث طيبة نابضة بالأمل والرجاء، وأخذ يضمد جراحنا النفسية الغائرة ببلاسم مطعمة بآيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة تحض على التجمل بالثبات والصبر، وتبعث في النفوس الواهنة كوامن آمال أوشكت على الأفول.
ثم أتبع ذلك بكلمات نشيد جديدة، رددته قلوبنا وحناجرنا بعدئذ لسنوات طويلة:
نحن أبناء فلسطينَ وأشبال العرينْ
        كلنا يسعى إلى الموت بإيمان ودينْ
إنْ يكن أسلمني للقهْرِ غدر الخائنين
        فالليالي سوف تجلو عزماتي بعد حين
وعرفنا فيما بعد أن شاعرنا وخطيبنا هو نفسه أستاذ مادة اللغة العربية بالمدرسة، وكان بحق أحد أبرز الشباب المميزين - علماً وخلقاً - ممن وفدوا إلى خان يونس إبان نكبة فلسطين والذين عرفوا فيما بعد باسم «اللاجئين» أو «المهاجرين».

من الفالوجة إلى خان يونس


ولد أحمد فرح عقيلان في قرية «الفالوجة» الواقعة جنوب فلسطين في العام 1924م وهي القرية التي حوصر فيها جزء كبير من الجيش المصري الذي دخل فلسطين - ضمن سبعة جيوش عربية - للدفاع عنها وطرد «العصابات» الصهيونية منها!
وضربت القرية الجميلة الوادعة مثلاً حياً وبارزاً في الصبر والصمود والثبات، وأبلى المجاهدون من أبنائها وأبناء القرى المجاورة لها بلاءً حسناً في الذود عن كرامتهم وتراب وطنهم لكنهم في نهاية المطاف أخرجوا من ديارهم بغير حق، وهاجروا إلى قطاع غزة الذي ظل محتفظاً بعروبته تسعة عشر عاماً أي حتى السادس من حزيران عام 1967 حيث انسحبت منه القوات المصرية ليقع فريسة في فك التنين الصهيوني أعتى كيان صهيوني قمعي في تاريخ البشرية.
بدأ صاحب السيرة تعليمه الثانوي في مدينة غزة - أكبر مدن لواء غزة يومئذ – وأكمله في المدرسه الرشيدية في القدس والتي تخرج فيها بشهادة «الاجتياز إلى التعليم العالي» في عام 1942 ، ومن ثم حصل على شهادة الإمتحان الأعلى لمعلمي المدارس الثانوية في العام 1946 وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية في بعض مدارس فلسطين إلى أن استقر به المقام - مؤقتاً - في خان يونس وأسس فيها "جماعة الاخوان المسلمين" مع الشيخين الجليلين محمد أبو سرداته وناجي السعافين حسب رواية الدكتور سمير أيوب فكان وجوده شعلة إسلامية وهاجة أضاءت عتمة النفوس المكدودة وتمثل ذلك في الكثير من خطبه وأشعاره.
يقول في قصيدة أهداها «إلى المعذبين في الأرض» عام 1951 ومعروف سلفاً أن هؤلاء «المعذبين» هم أهل فلسطين، يقول لهم معزياً ومواسياً ورافعاً معنوياتهم وراسماً لهم طريق الحق ليسلكوه:
تَفَهَّموا خُلُقَ الهادي وسنَّتَهُ
        فالنصر في ديننا للمؤمن الفَهِمِ
لا تُذهبوا النَّفْسَ أحزاناً فكم عُرضَتْ
        للمصطفى محنةَ بالصبر لم تدم
فإن تكونوا خَرَجْتُم من مساكنكم
        قَسْراً فقد أُخرجَ الهادي من الحرم
وإن تجوعوا فخير الخلق قاطبة
        قضى الطفولة بين العدم واليتم

إلى أن يقول:
مواكب الله سارت لا يزعزعها
        عاتٍ من البحر أو عالٍ من القمم
لا يهتفون لمخلوق فقد علموا
        أن السلاطين والدنيا إلى عدم
الله أكبر في الجُلَّى هتافهم
        والحمد لله باري الخلقِ والنَّسمِ

لم تلتفت نفس الشاعر أحمد فرح عقيلان الظمَّاءة للنور الإلهي لحظة واحدة إلى العنصرية البغيضة ولا إلى الهوية التي تحدد الجنسية خصوصاً إذا كانت تلك الهوية عربية إسلامية، بل كان ينظر إلى الناس كل الناس من خلال المجهر الإنساني الدقيق.
ففي إحدى الضحوات الربيعية عام 1953 خرج طلاب المدرسة في مسيرة جنائزية صامتة لحضور حفل التأبين الذي أقيم في مقبرة الشهداء جنوبي مدينة خان يونس بمناسبة نقل رفات شهداء الجيش المصري من مراقدهم فيها إلى وطنهم
وألقى الشاعر أحمد فرح قصيدة مؤثرة قال في مطلعها مستنكراً ذلك الفعل على لسان الشهيد المصري المجهول:
يقول لنا الشهيدُ دَعوا حُطامي
        فما في الدين مِصريٌّ وشامي
دعوني واطلبوا حقي فإني
        لقتل من استباحوا الحق ظامي
دعوني واثأروا لي في كفاح
        مرير ثائر الهبوات دامي  
دعوني إنّ لي فيها صحابا
        شهِدْتُ حِمامهم ورأوا حِمامي
***
خلال السنوات الأولى التي تلت نكبة فلسطين بشكل خاص صدر العديد من القرارات عن هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تؤكد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه وعدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، وكما هو معلوم لدى القاصي والداني فإن إسرائيل لم تُقم في أي يوم من الأيام وزناً لأي من هذه القرارات الجوفاء، وكان الشاعر يعتبر تلك القرارات وما يماثلها مخدراً لإسكات وإلهاء الشعب الفلسطيني، ولكن إذا أراد هذا الشعب فعلاً تحقيق أمنياته في التحرير والعودة فليس أمامه سوى وسيلة واحدة لا ثاني لها وهي الجهاد، والجهاد، فقط وما عدا ذلك فهراء وأي هراء.
يقول في إحدى قصائده التي أضحت بعض أبياتها تتردد على الألسنة:
لا تُرَدُّ الحقوقُ في مجلس الأمن
        ولكن في مكتب التجنيد!
إن ألفي قذيفة من كلام
        لا تساوي قذيفةً من حديد!

طُرْفة في مدرسة الزهراء بغزة



ومن جانب آخر، فقد تعرض المعلم الشاعر أحمد فرح للمضايقات التي يواجهها المعلمون في حياتهم المهنية بشكل عام. ومن طريف ما تعرض له في شرخ شبابه حين نفذ الأمر الإداري وانتقل من مدرسة خان يونس الثانوية للبنين إلى مدرسة الزهراء الثانوية للبنات في غزة، فبعد عدة أيام قضاها في تعليمهن فوجئ بالسلوك الأنثوي الذي لم يعهده في مدارس البنين، فنظم قصيدة ماتعة ترجم من خلالها أحاسيسه تجاه الطالبات اللاتي سببن له الضيق والحيرة، فأجدبت قريحته، وأخذ يشكو همومه للناس نادما رفضه السابق للتدريس في قرية جباليا، ولو أنه كان يعلم ما سيواجهه من مشاكل في تدريس البنات لآثر الذهاب للتعليم حتى في قرية «بَرْيَرة» النائية الواقعة داخل الخط الأخضر!
وأخذ يشرح تفصيلا سلوك الطالبات في الفصل مقسماً بأن مجرد مشاهدته للطالبات في الصباح قمينة بتعكير مزاجه كمن يفطر على الخبز المصنوع من طحين الذرة ممزوجا بالفسيخ المملح! تصوير بليغ ينم عن درجة عالية من تبرمه وضيقه من تلميذاته الخمسين «عفريتة».

يَقُولونَ: أحْمَدُ ما حَيَّره؟
        وما بالُ أفكارِهِ مُدْبره؟
عَرَفْناهُ كالعَنْدليب الطّروبِ
        فما لقريحتِهِ مُقْفره؟
سأكشف للنّاس عن بلْوَتي
        ليَلْتَمسوا لي واسَعَ المغْفره
رَفَضْتُ «جبالية» عن قِلى
        ! ِنْعَم قلى المرء ما أكْفَرَه
ولو كُنْتُ أدْري بهذا البلاء
        رضيتُ بنقلْي إلى «بَرْبَرَه»
وأشْعر عندَ دُخولِ الفُصول
        كأنَّي أُحاصرُ مُسْتعمره
فَهذي قَدْ تُلَوِّثُ فُستانَها
        وهاتيكَ قَدْ كبَّتْ المحبره
وتلكْ تَنُوح نُواح الثَّكالى
        وتصيحُ: أيْنَ المسْطَرَه؟
وفي الفَصْل خَمسونَ «عِفْريتة»
        طِوالاً يَعِشْنَ على «المِسْخره»
فإن صِحتُ: يا مُسْلماتُ اسْتحين
        أجبنك بالمِزاح وبالصَّرصَره
وطورا يُسلُّ سلاحُ الدُّموعِ
        فينقلبُ الفَصْلُ كالمقبره
وَحَقِكَ إنَّ صَِبِاَح البَناتِ
        كفتِّ الفَسيخِ بخبزِ الذرَه
اذا شئتَ موتك قبل الأوان
        فسلّم مقاليدك للمرة!


الشاعر يحطم قيثارته


واجه شاعرنا كثيراً من ألوان العنت والمشقة ثمناً لمواقفه الجريئة، وعندما احتل الصهيانة قطاع غزة للمرة الأولى عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، ازدادت معاناته كما الشباب المناضل في القطاع يومئذ، وبعد انسحاب إسرائيل من تلك المنطقة في السابع من مارس عام 1957 هاجر أحمد فرح للمرة الثانية بدينه إلى العربية السعودية أرض الطهارة والقداسة والسمو، وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية معهد أنجال الملل الرياض مديرا ومستشاراً للأندية الأدبية في إدارة رعاية الشباب ومؤلفا لمناهج اللغة العربية بوزارة التعليم.
وظلت نكبة وطنه وشعبه جرحاً غائراً في قلبه ووجدانه، وظل متشبثاً وملتزماً بالمبادئ الإسلامية التي آمن بها والتزم بحمل أمانتها، واتخذ الشعر والخطابة والوعظ سبيلاً لاستنهاض الهمم وشحذ النفوس والرؤوس، ولما قامت الحرب «الحزيرانية العبثية» في العام 1967 وسقطت القدس الغالية في حمأة المستنقع الصهيوني نظم الشاعر قصيدة «بركانية» بعنوان «صرخة» وذلك في أول عيد فطر يمر على المسلمين بعد ضياع المسجد الأقصى عبر من خلالها عن سخطه العارم على الأوضاع العربية المتردية التي كانت سائدة قبل الحرب، والتي كانت سببا مباشراً للهزيمة التي حلت بالعرب.
يقول في مطلع القصيدة:
حطَّمتُ قيثارتي قَطَعْتُ أوتاري
        ولّى الغناءُ ودَقَّتْ ساعة الثار
ماذا أغنّي وتاريخُ العروبة في
        مستنقع الذل والتشريد والعار
والقدس والمسجد الأقصي وصخرته
        عاد الآذانُ بها تهريج كفار
كأن قبر صلاح الدين من غضب
        يكاد يقذف وجه العُرب بالنار
يصيح ياعُرْب يا أهل العقيدةِ يا
        نسلَ الصحابة من صِيدٍ وأطهار
الله أكبر في حطين صرختنا
        أما الشعار فدين الخالق الباري

وعندما ارتكبت إسرائيل جريمتها الشنعاء بإحراق المسجدالأقصى في اليوم الحادي والعشرين من أغسطس في العام 1969 تضاعف اشتعال النار في قلب أحمد فرح غضباً وحقداً ليس على الصهاينة فحسب، بل على أولئك الذين يمتلكون القدرة على الرد والردع والانتقام ولا يفعلون بل لا ينفعلون، ولا تتحرك فيهم نخوة الثأر لكرامة الإسلام وعزة المسلمين.
وعندما احتضنت المملكة المغربية قمة الرباط الإسلامية بعيد حريق الأقصى نظم الشاعر قصيدة مطولة وجهها إلى المؤتمر جاء فيها:
يا من رأى القِِبْلةَ الأولى وقد حُرقتْ
        نفسي الفداءُ لذاك المسجد الخَرِبِ
بكتْ له الكعبة العظمى شقيقته
        ومادَتْ الروضَةُ الغراء من غضبِ
الله أكبر هل ماتت رجولتنا
        وهل خَبَتْ جَذْوة الإسلام في العرب؟
لو كان في العُرْب إسلام لما شَقِيَتْ
        منازلُ الوحْي بالأوثان والصُّلَبِ
ولا ترَكْنا على رَغْم ومَجْبَنَةٍ
        مسرى النبي لأفَّاق ومُغتصبِ
يا قادة الأمة الغراء أمتكم
        إذاَ رَمتْ بسوى الإسلام لم تُصبِ
سيروا على اسْم الذي يحمي مسيرتكم
        فَمنْ سعى في سبيل الله لم يخِبِ
 

من لطائف التفسير


إن الفترة الزمنية الطويلة التي عاشها الشاعر في الرحاب السعودية الطاهرة والتي أمتدت لأربعين عاماً (1957-1997) تعتبر فترة العطاء الثر والخصوبة الحقيقية في حياة أحمد فرح، فقد تجاوبت كل خلايا عقله ووجدانه مع الأجواء الإيمانية المضمخة بعبير القداسة والطهارة.
فتفجرت طاقاته وإبداعاته تأليفاً وتأريخاً ووعظاً وإرشاداً وتفسيراً نثراً وشعراً، ومن أشهر كتبه التي أعلم بها أبطال ومواقف، جرح الإباء. "رسالة إلى ليلى" و"لا بأس" و"الأعمال الكاملة" وقد توجها جميعاً بكتاب «لطائف التفسير» المكون من ثلاثة أجزاء تناول فيها تفسير بعض سور وآيات من القرآن الكريم بأسلوب سلس وبليغ.
يقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم سيظل على مدى الدهر إمام أهل الصبر، وأسوة أهل الإيمان والصلاح، وسيبقى القرآن الكريم نور العقلاء، ومنهج الفضلاء، ذلك "لأن كل فضائل الرسل في أخلاق محمد، وكل فضائل الكتب السماوية في معجزة محمد".
لقد كان أحمد فرح عقيلان مستودعاً للقيم النبيلة والفضائل الحميدة، كان رحمه الله موسوعة أخلاقية تمشي على قدمين، وتتنفس برئتين، لم يهادن في حق من حقوق دينه أو وطنه أو أمته، وقد ظل وفياً لمبادئه، مخلصاً لمعتقداته، متفانياً في عطاءاته حتى وافته منيته وهو بين يدي خالقه أثناء إمامته المصلين في صلاة العشاء يوم 11 من شوال لعام 1417 الموافق 19/2/1997م. بمدينة الرياض.
هذا وقد رزقه الرزاق الكريم بعشرة أبناء وهم:
د. محمد, م. سعد, أ. عبدالله, المرحوم خالد, حسن, أيمن, بشير, حاتم ود. زهير.
نعاه صديقه قاضي قضاة فلسطين الشيخ محمد أبوسردانه فوصفه «بالمجاهد الصابر والمحدث الكبير، والأستاذ المخلص، والخطيب البليغ، والعالم البصير، وأسد الغابة المتنوع العطاء الثابت في السراء والضراء، المنكر للذات، ملاذ الضعفاء والأيتام، أشهد أنه على الجادة، سمحاً متسامحاً».
لقد رحل شيخنا الجليل فبكاه تلاميذه وأصدقاؤه ومحبوه، وحزن عليه قراؤه ومشاهدوه ومستمعوه، فقد كان رحمه الله نجماً مضيئاً في عمله، ومناراً هادياً في خلقه وكرمه ودماثة شخصيته، ليرحمه أرحم الراحمين. (1)

1
- بتصرف من كتاب: وجوه فلسطينية خالدة - نبيل خالد الأغا.
المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت - 2002)



 

اضغط هنا للتواصل أو التعرف على أ. نبيل خالد نعمات خالد الأغا

يمكنك تلقي أحدث الأخبار أول بأول بانضمامك لإحدى مجموعات الواتساب الخاصة بالعائلة من خلال الضغط هنـا

اظهر المزيد